الإعلام السعودي 2030- رؤية، تحول رقمي، وفرص واعدة
المؤلف: تركي الذيب10.08.2025

تشهد أرجاء المملكة العربية السعودية نهضة تنموية شاملة وغير مسبوقة، تتجلى في شتى القطاعات والميادين، حيث أضحى مسار التطور والازدهار جزءاً لا يتجزأ من "رؤية المملكة 2030" الطموحة، التي أرست دعائم متينة لبناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام، وقائم على أسس راسخة. ومن بين القطاعات التي شهدت تحولات نوعية جذرية، يتبوأ قطاع الإعلام مكانة مرموقة، باعتباره دعامة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة، وذلك لما يضطلع به من دور حيوي ومحوري في نقل الحقائق والأخبار بمصداقية، وتعزيز الوعي المجتمعي، وترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة على الصعيد العالمي.
وفي هذا السياق المتألق، يأتي انعقاد "المنتدى السعودي للإعلام 2025" في العاصمة الرياض خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير، ليشكل تأكيداً جلياً على الأهمية البالغة التي يكتسبها الإعلام في دعم التحولات العميقة التي تشهدها المملكة، وترسيخ مكانتها الرائدة إقليمياً ودولياً، حيث يستقطب المنتدى حشوداً غفيرة تضم ما يزيد على 200 من أبرز الإعلاميين والخبراء المتخصصين في هذا المجال، إلى جانب مشاركة واسعة من أكثر من 250 شركة عالمية مرموقة ومتخصصة في الإعلام والتقنية الحديثة.
لم يقتصر التطور اللافت الذي شهدته المملكة على قطاع بعينه، بل امتد ليشمل كافة المجالات والجوانب، بدءاً من الاقتصاد والتكنولوجيا المتطورة، ومروراً بالبنية التحتية المتينة، ووصولاً إلى الثقافة والسياحة المزدهرة. هذا التقدم المضطرد والمتسارع فرض على الإعلام السعودي مسؤوليات جسيمة وكبيرة، تتمثل في مواكبة التطورات المتلاحقة ونقل الصورة الحقيقية والواقعية عن النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، حيث بات الإعلام أداة فاعلة ومؤثرة في إبراز إنجازات المملكة المتتالية، وتعزيز مكانتها المرموقة على الساحة الدولية. وقد انعكس هذا التحول الملموس على طبيعة المحتوى الإعلامي السعودي، الذي بات أكثر قدرة وكفاءة على المنافسة عالمياً، من خلال الاستثمار الأمثل في الإعلام الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وصناعة المحتوى الإبداعي المبتكر. وأصبح الإعلام السعودي اليوم قادراً بكل جدارة واقتدار على تقديم محتوى رفيع المستوى يواكب المعايير العالمية للاحترافية والجودة، مدعوماً بسياسات حكومية رشيدة تهدف إلى تطوير الكفاءات الإعلامية المتميزة، وتعزيز الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في تحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة.
تضطلع وزارة الإعلام بدور محوري وقيادي في قيادة هذا التحول الجذري، من خلال تطوير بيئة إعلامية متطورة ومتقدمة تسهم بفاعلية في دعم القطاعات المختلفة، وتعزيز الحضور الإعلامي السعودي المتميز على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد عملت الوزارة بدأب واجتهاد على إطلاق مبادرات نوعية مبتكرة تدعم تطوير الكوادر الإعلامية، وتمكين المؤسسات الإعلامية من مواكبة التغيرات العالمية المتسارعة في صناعة المحتوى، إضافةً إلى دعم التحول الرقمي الشامل في القطاع الإعلامي، وذلك عبر تبني أحدث التقنيات والابتكارات العصرية. كما تعمل الوزارة على تعزيز وتوطيد الشراكات مع الجهات الإعلامية العالمية المرموقة، مما يسهم في تبادل الخبرات والمعارف، ورفع مستوى التنافسية في السوق الإعلامية السعودية النابضة بالحياة. وفي هذا السياق، أكد معالي وزير الإعلام خلال افتتاح المنتدى أن قطاع الإعلام سيخلق قرابة 150 ألف فرصة عمل واعدة بحلول عام 2030، ليكون بذلك حاضنة للمواهب الشابة المتميزة، ومسرّعاً للابتكار والإبداع، وهو ما يعكس الالتزام الراسخ للوزارة بتطوير هذا القطاع الحيوي، ليصبح أحد المحركات الرئيسية في التنمية الاقتصادية المستدامة.
يُعد "المنتدى السعودي للإعلام 2025" بمثابة أكبر تجمع إعلامي من نوعه في المنطقة بأسرها، حيث يضم نخبة متميزة من الخبراء وصنّاع القرار المؤثرين في مجال الإعلام، وذلك لمناقشة التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العالمي. ويأتي المنتدى هذا العام تحت شعار "مستقبل الإعلام في ظل التحول الرقمي"، ليعكس بوضوح مدى تأثير التقنيات الحديثة والمتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، على صناعة الإعلام برمتها. يشتمل المنتدى على أكثر من 80 جلسة وورشة عمل متنوعة وشاملة، تتناول قضايا رئيسية وملحة، مثل مستقبل الصحافة والإعلام التقليدي في عصر الرقمنة، والإعلام والذكاء الاصطناعي، والتضليل الإعلامي وأهمية الموثوقية، وصناعة الترفيه والبث الرقمي، والدور المحوري الذي يلعبه الإعلام كأداة فاعلة لدعم التنمية الاقتصادية. كما يضم المنتدى معرض مستقبل الإعلام (FOMEX)، وهو الحدث الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث يستقطب أكثر من 250 شركة عالمية متخصصة في الإعلام والتكنولوجيا، لعرض أحدث الابتكارات والتقنيات المتطورة في هذه الصناعة الحيوية.
إلى جانب الجلسات الحوارية المثمرة والمعرض الشامل، يتيح المنتدى للمشاركين فرصة فريدة لخوض ست تجارب تفاعلية مميزة، تسلط الضوء على أحدث الأدوات والتقنيات المستخدمة في الإعلام الرقمي، مما يمنحهم فرصة ذهبية لاكتشاف مستقبل الإعلام بشكل عملي وتجريبي. كما يوفر المنتدى فرصاً تمويلية مبتكرة لدعم رواد الأعمال الطموحين في القطاع الإعلامي، مما يسهم في تمكين الشركات الناشئة والمشاريع الإعلامية الواعدة من تحقيق نمو مستدام وتعزيز حضورها القوي في السوق.
مع تسارع وتيرة خطوات المملكة نحو تحقيق أهداف رؤيتها الطموحة، أصبح الإعلام أكثر من مجرد ناقل للأحداث والوقائع، بل أضحى شريكاً فاعلاً ومؤثراً في صياغة المستقبل المشرق. فالإعلام السعودي اليوم ليس مجرد وسيلة لنشر الأخبار والمعلومات، بل هو منصة قوية لتعزيز الهوية الوطنية الأصيلة، ودعم الاستثمار، والترويج للمشاريع الكبرى والعملاقة، مثل مدينة نيوم المستقبلية، ومشروع القدية الترفيهي، ومشاريع الطاقة المتجددة المستدامة. كما أن الإعلام الحديث، بمختلف أشكاله وأنواعه، يمثل جسراً حيوياً يربط المملكة بالعالم أجمع، حيث يساهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الصورة الإيجابية المشرقة عن التطورات المتسارعة التي تشهدها البلاد. وتأتي جهود وزارة الإعلام لتعزيز هذا الدور المحوري من خلال تطوير السياسات الإعلامية الفعالة، وتقديم الدعم اللازم والمساندة للمؤسسات الإعلامية، وتمكين المواهب الوطنية الشابة لصناعة محتوى إعلامي متميز يعكس التطور والازدهار الذي تعيشه المملكة.
يُشكّل "المنتدى السعودي للإعلام 2025" حدثاً محورياً وهاماً في مسيرة الإعلام السعودي، حيث يرسّخ مكانته كقطاع حيوي ومؤثر يسهم بفاعلية في دفع عجلة التنمية الشاملة، وتعزيز مكانة المملكة على خارطة الإعلام العالمية. ومع استمرار المملكة في تحقيق قفزات نوعية ملموسة في مختلف المجالات والقطاعات، يظل الإعلام شريكاً استراتيجياً لا غنى عنه في هذه الرحلة المباركة، مسخراً أدواته الرقمية والتقنية المتطورة لدعم المسيرة التنموية الطموحة، وترسيخ صورة المملكة كدولة رائدة ومبتكرة في مجال الابتكار والتقدم، وذلك بجهود متكاملة وموحدة من المؤسسات الإعلامية، وبدعم استراتيجي شامل من وزارة الإعلام.